منتدى الدراسة الجزائرية

مرحب بك زائرنا الكريم ان كانت هذه زيارتك الاولى فتفضل التسجيل ولن تندم ستجد كل ماتحتاجه من دروس وملخصات وكتب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الدراسة الجزائرية

مرحب بك زائرنا الكريم ان كانت هذه زيارتك الاولى فتفضل التسجيل ولن تندم ستجد كل ماتحتاجه من دروس وملخصات وكتب

منتدى الدراسة الجزائرية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الطريق الى العلم والمعرفة منتدى جزائري تعليمي وديني


4 مشترك

    غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم

    raniasirine
    raniasirine
    ♥مصممة♥
    ♥مصممة♥


    المساهمات : 859
    نقاط : 1721
    تاريخ التسجيل : 18/05/2018
    العمر : 19
    الولاية : الجزائر

    غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم Empty غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم

    مُساهمة من طرف raniasirine الثلاثاء 10 يوليو 2018 - 19:35

    غزوة الأبواء (ودّان)

    معركة الأبواء أو غزوة ودان هي أولى المعارك التي خاضها محمد رسول الإسلام، وكانت في شهر صفر سنة 2هـ/ 623 م. في ودّان.

    ودان (بفتح الواو وتشديد الدال) موضع يبعد 12 كلم إلى الجنوب الشرقي لمستورة ويبعد عن المدينة 250 كلم.

    والأبواء وادي بالحجاز يبعد 28 كلم إلى الشرق من مستورة و 43 كلم عن رابغ، به قبر آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم.

    غزوة وَدَّان أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان سببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه مرور عِيْر لقريش بالأبواء ووجود بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة في المنطقة ، فخرج لذلك بعد أن استخلف على المدينة سعد بن عبادة رضي الله عنه حتى بلغ " وَدَّان " - وهي قرية جامعة بين مكة والمدينة - ولما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني ضمرة وادعته هذه القبيلة بواسطة سيدهم مخشي بن عمرو الضَّمْرِيّ على أن لا يغزوهم ولا يغزوه ولا يُكَثِّروا عليه ولا يُعينوا عليه أحدا وكتب بينهم كتابا بذلك ، وفاتته عير قريش فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلقَ كيدا غير أنه أقام ب " الأبواء " - وهي قرية من أعمال الفُرْع من المدينة بينها وبين الجُحْفَة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا - بقية صفر وعاد في ربيع الأول .

    وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة أبيض اللون يحمله عمه حمزة رضي الله عنه ، وكانت غيبته صلى الله عليه وسلم عن المدينة خمس عشرة ليلة .

    وتُعرف هذه الغزوة ب " غزوة ودان " كما تعرف ب " غزوة الأبواء " لقرب المسافة بينهما .

    وقد جاء في تـاريخ الأمم والملوك للطبري (الجزء الثاني) قوله عن غزوة الأبواء (ودّان):

    "حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في شهر ربيع الأول لاثنتى عشرة ليلة مضت منه، فأقام بها ما بقي من شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر وجماديين ورجب وشعبان ورمضان وشوالا وذا القعدة وذا الحجة - وولى تلك الحجة المشركون - والمحرم.

    وخرج في صفر غازياً على رأس اثنى عشر شهراً من مقدمه المدينة، لاثنتى عشرة ليلةٍ مضت من شهر ربيع الأول؛ حتى بلغ ودان؛ يريد قريشاً وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة؛ ويه غزوة الأبواء، فوادعته فيها بنو ضمرة؛ وكان الذي وادعه منهم عليهم سيدهم كان في زمانه ذلك مخشى بن عمرو، رجل منهم.

    قال: ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ولم يلق كيداً، فأقام بها بقية صفر وصدراً من شهر ربيع الأول.

    وبعث في مقامه ذلك عبيدة بن الحارث بن المطلب في ثمانين أو ستين راكباً من المهاجرين؛ ليس فيهم من الأنصار أحدٌ، حتى بلغ أحياء ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة، فلقى بها جمعاً عظيماً من قريش؛ فلم يكن بينهم قتال؛ إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمى يومئذ بسهم؛ فكان أول سهم رمي به في الإسلام.

    ثم انصرف القوم عن القوم وللمسلمين حاميةٌ، وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني حليف بني زهرة، وعتبة بن غزوان بن جابر حليف بني نوفل بن عبد مناف - وكانا مسلمين؛ ولكنهما خرجا يتوصلان بالكفار إلى المسلمين - وكان على ذلك الجمع عكرمة بن أبي جهل.

    قال محمد: فكانت راية عبيدة - فيما بلغني - أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام لأحد من المسلمين.

    وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: وبعض العلماء يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعثه حين أقبل من غزوة الأبواء قبل أن يصل إلى المدينة. قال: وبعث حمزة بن عبد المطلب في مقامه ذلك إلى سيف البحر من ناحية العيص في ثلاثين راكباً من المهاجرين؛ وهي من أرض جهينة ليس فيهم من الأنصار أحدٌ، فلقى أبا جهل بن هشام بذلك الساحل في ثلثمائة راكب من أهل مكة فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني، فكان موادعاً للفريقين جميعاً، فانصرف القوم بعضهم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال.

    قال: وبعض القوم يقول: كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من الملسمين، وذلك أن بعثه وبعث عبيدة بن الحارث كانا معاً، فشبه ذلك على الناس.

    قال: والذي سمعنا من أهل العلم عندنا أن راية عبيدة بن الحارث كانت أول راية عقدت في الإسلام".

    وجاء في سيرة ابن هشام لابن هشام قوله:

    " قال ‏:‏ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الإثنين ، حين اشتد الضحاء ، وكادت الشمس تعتدل ، لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول ، وهو التاريخ ، فيما قال ابن هشام ‏.‏ عمره صلى الله عليه وسلم حين الهجرة قال ابن إسحاق ‏:‏ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ابن ثلاث وخمسين سنة ، وذلك بعد أن بعثه الله عز وجل بثلاث عشرة سنة ، فأقام بها بقية شهر ربيع الأول ، وشهر ربيع الآخر ، وجماديين ، ورجبا ، وشعبان ، وشهر رمضان ، وشوالا ، وذا القعدة ، وذا الحجة - وولي تلك الحجة المشركون - والمحرم ، ثم خرج غازيا في صفر على رأس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة ‏.‏ قال ابن هشام ‏:‏ واستعمل على المدينة سعد بن عبادة ‏.‏ غزوة ودان ، وهي أول غزواته عليه الصلاة والسلام موادعة بني ضمرة و الرجوع من غير حرب قال ابن إسحاق ‏:‏ حتى بلغ وَدّان ، وهي غزوة الأبواء ، يريد قريشا وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، فوادعته فيها بنو ضمرة ، وكان الذي وادعه منهم عليهم مخَشيّ بن عمرو الضمري ، وكان سيدهم في زمانه ذلك ‏.‏ ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ولم يلق كيدا ، فأقام بها بقية صفر ، وصدرا من شهر ربيع الأول ‏.‏ قال ابن هشام ‏:‏ وهي أول غزوة غزاها ‏.‏ سرية عبيدة بن الحارث ، وهي أول راية عقدها عليه الصلاة والسلام.

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في مُقامه ذاك بالمدينة عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ، ليس فيهم من الأنصار أحد ، فسار حتى بلغ ماء بالحجاز ، بأسفل ثنيِّة المرة ، فلقي بها جمعا عظيما من قريش ، فلم يكن بينهم قتال ، إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمي يومئذ بسهم ، فكان أول سهم رمي به في الإسلام ‏.‏ من فر من المشركين إلى المسلمين في هذه السرية ثم انصرف القوم عن القوم ، وللمسلمين حامية ‏.‏ وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني ، حليف بني زهرة ، وعتبة بن غزوان بن جابر المازني ، حليف بني نوفل بن عبد مناف ، وكانا مسلمين ، ولكنهما خرجا ليتوصَّلا بالكفار ‏.‏ وكان على القوم عكرمة ابن أبي جهل ‏.‏ قال ابن هشام ‏:‏ حدثني ابن أبي عمرو بن العلاء ، عن أبي عمرو المدني ‏:‏ أنه كان عليهم مِكْرز بن حفص بن الأخيف ، أحد بني معيص بن عامر ابن لؤي بن غالب بن فهر"
    غزوة بواط
    معركة بواط هي ثاني غزوة غزاها محمد رسول الإسلام فخرج بنفسه في ربيع الآخر من 2 هـ واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون فسار حتى بلغ بواط من ناحية رضوى ثم رجع ولم يلق حرباً
    قوات المسلمين

    200 رجل

    قوات قريش

    قافلة تجارية في حماية 100 راكب وراجل بقيادة أمية بن خلف الجمحي

    مكان الغزوة

    في سلسلة جبال بواط وهي بواطان أصلها واحد فبواط الجلسي مما يلي المدينة المنورة ويصب سيلها في وادي اضم (وادي الحمض) وبواط الغوري وهي مما يلي ينبع النخل ويصب سيلها في وادي الفرعة بينبع النخل وقريب من بواط سلسلة جبال رضوى لذا كان المتقدمين يشيرون إلي رضوى عند وصفهم لغزوة بواط.

    هدف الغزوة

    الوصول إلى بواط على الطريق التجارية بين مكة والشام والاستيلاء على قافلة قريش التجارية المارة بتلك المنطقة المكونة من 2500 بعير وهو نوع من الحصار الاقتصادي على قريش.

    أحداث قريش

    في شهر ربيع الأول سنة 2 هـ الموافق سبتمبر سنة 623 م، خرج فيها رسول الله في مائتين من أصحابه، يعترض عيراً لقريش. فيها أمية بن خلف الجمحي ومائة رجل من قريش، وألفان وخمسمئة بعير، فبلغ بواطا من ناحية رضوى‏.‏

    علمت عيون قريش بخروج المسلمين فأسرعت القافلة بحركتها وسلكت طريقاً غير طريق القوافل المعبدة، فتخطت المسلمين، ورجع المسلمون إلى المدينة. استخلف في هذه الغزوة على المدينة سعد بن معاذ، ويقال السائب بن عثمان بن مظعون واللواء كان أبيض، وحامله سعد بن أبي وقاص
    3- غزوة العُشيرة.

    زمن ومكان الغزوة: كانت في جمادى الأولى من السّنة الثّانية، والعُشيرة من بطن ( ينبع ) وهي على طريق قوافل قريش.

    وقد ظنّ بعض العلماء أنّ هذه الغزوة هي أوّل غزوات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وليس كذلك كما سبق بيانه.

    هدف الغزوة: هو اعتراض قوافل قريش المتّجهة إلى بلاد الشّام أيضا، فكانت استمرارا لتهديد المشركين.

    واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنه.

    وكان حامل لواء المسلمين حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه في مائتي مقاتل.

    وكان قائد العدوّ أبا سفيان بن حرب في قريش وبني مدلج، وبني ضمرة.

    نتيجة الغزوة: لم يلق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم العِير، فخرجوا في طلبها حين رجعت، ووادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة، ثمّ رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا.

    ثمّ عاد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة فبعث سعدا رضي الله عنه أيضا في سريّة من ثمانية رهط من المهاجرين، ولم يقع قتال.

    وقد لبث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بها خمسة وعشرين يوما، أي: أقام بها جمادى الأولى، وبعضاً من جمادى الآخرة.
    غزوة بدر الأولى

    قال ابن إسحاق : ثم لم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين رجع من العشيرة إلا ليالي قلائل لا تبلغ العشرة ، حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه حتى بلغ واديا يقال له : سفوان . من ناحية بدر ، وهي غزوة بدر الأولى ، وفاته كرز فلم يدركه .

    وقال الواقدي : وكان لواؤه مع علي بن أبي طالب

    قال ابن هشام والواقدي : وكان قد استخلف على المدينة زيد بن حارثة

    قال ابن إسحاق : فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقام جمادى ورجبا وشعبان ، وقد كان بعث بين يدي ذلك سعدا في ثمانية رهط من المهاجرين ، فخرج حتى بلغ الخرار من أرض الحجاز - قال ابن هشام : ذكر بعض أهل العلم أن بعث سعد هذا كان بعد حمزة - ثم رجع ولم يلق كيدا . هكذا ذكره ابن إسحاق مختصرا ، وقد تقدم ذكر الواقدي لهذه البعوث الثلاثة ، أعني بعث حمزة في رمضان ، وبعث عبيدة في شوال ، وبعث سعد في ذي القعدة ، كلها في السنة الأولى . [ ص: 34 ]

    وقد قال الإمام أحمد : حدثني عبد المتعالي بن عبد الوهاب ، حدثني يحيى بن سعيد . وقال عبد الله بن الإمام أحمد : وحدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، حدثنا أبي ، ثنا المجالد عن زياد بن علاقة ، عن سعد بن أبي وقاص قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، جاءته جهينة فقالوا : إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق حتى نأتيك وتؤمنا . فأوثق لهم فأسلموا . قال : فبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب ولا نكون مائة ، وأمرنا أن نغير على حي من بني كنانة إلى جنب جهينة ، فأغرنا عليهم ، وكانوا كثيرا فلجأنا إلى جهينة ، فمنعونا وقالوا ، لم تقاتلون في الشهر الحرام ؟ فقال بعضنا لبعض : ما ترون ؟ فقال بعضنا : نأتي نبي الله صلى الله عليه وسلم فنخبره وقال قوم لا ، بل نقيم هاهنا . وقلت أنا في أناس معي : لا بل نأتي عير قريش فنقتطعها . وكان الفيء إذ ذاك : من أخذ شيئا فهو له . فانطلقنا إلى العير ، وانطلق أصحابنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه الخبر ، فقام غضبان محمر الوجه فقال : أذهبتم من عندي جميعا وجئتم متفرقين ؟ إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة ، لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم ، أصبركم على الجوع والعطش . فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدي ، فكان أول أمير في الإسلام . وقد رواه البيهقي في " الدلائل " من حديث يحيى بن أبي زائدة ، عن مجالد به نحوه ، وزاد [ ص: 35 ] بعد قولهم لأصحابه : لم تقاتلون في الشهر الحرام ؟ فقالوا : نقاتل في الشهر الحرام من أخرجنا من البلد الحرام . ثم رواه من حديث أبي أسامة عن مجالد ، عن زياد بن علاقة ، عن قطبة بن مالك ، عن سعد بن أبي وقاص ، فذكر نحوه ، فأدخل بين سعد وزياد قطبة بن مالك ، وهذا أنسب والله أعلم .

    وهذا الحديث يقتضي أن أول أمراء السرايا عبد الله بن جحش الأسدي ، وهو خلاف ما ذكره ابن إسحاق ، أن أول الرايات عقدت لعبيدة بن الحارث بن المطلب ، وللواقدي حديث زعم أن أول الرايات عقدت لحمزة بن عبد المطلب والله أعلم .
    غزوة بدر الثانية

    استدار العام، وتنفيذًا للموعد الذي كان أبو سفيان قد اقترحه في أعقاب معركة أحد، والتزام الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ به، خرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شعبان سنة 4 هـ ـ يناير سنة 626 م ـ من المدينة على رأس جيش من أصحابه قوامه ألف وخمسمائة مقاتل، ليواجهوا أبا سفيان وقومه، ويديروا رحى الحرب كرَّة أخرى، حتى يستقر الأمر لأهدى الفريقين وأجدرهما بالبقاء .

    قال ابن القيم في زاد الميعاد: " قال أبو سفيان عند انصرافه من أُحُد: موعدكم وإيانا العام القابل ببدر، فلما كان شعبان، وقيل: ذو القعدة من العام القابل خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لموعده في ألف وخمسمائة، وكانت الخيل عشرة أفراس، وحمل لواءه علي بن أبي طالب، واستخلف على المدينة عبد الله بن رواحة ، فانتهى إلى بدر، فأقام بها ثمانية أيام ينتظر المشركين، وخرج أبو سفيان بالمشركين من مكة، وهم ألفان ومعهم خمسون فرسا، فلما انتهوا إلى مر الظهران - على مرحلة من مكة - قال لهم أبو سفيان: إن العام عام جدب، وقد رأيت أني أرجع بكم، فانصرفوا راجعين، وأخلفوا الموعد، فسميت هذه بدر الموعد، وتسمى بدر الثانية ".
    وهكذا عاد جيش قريش، وكفي الله المؤمنين القتال فسماهم أهل مكة جيش السويق ، وصاروا يقولون لهم : إنما خرجتم تشربون السَّوِيقَ، والسويق: طعام يتخذ من مدقوق الحنطة والشعير .

    وأما المسلمون فأقاموا ببدر ثمانية أيام ينتظرون العدو، وباعوا ما معهم من التجارة فربحوا بدرهم درهمين، ثم رجعوا إلى المدينة وقد انتقل زمام المفاجأة إلى أيديهم، وتوطدت هيبتهم في النفوس وسادوا على الموقف، وتعرف هذه الغزوة ببدر الموعد للمواعدة عليها مع أبي سفيان يوم أحد، وبدر الثانية، وبدر الآخرة، وبدر الصغرى .

    لقد كانت تحركات الجيش الإسلامي من المدينة حتى بدر مناورة ناجحة أثبت بها وجوده وقوته, وأعطى الدليل القاطع لأعداء الإسلام داخل المدينة وخارجها أنه أصبح قوة مرهوبة في الجزيرة العربية كلها، ولا أدل على ذلك من أن جيش مكة وهو من أعظم الجيوش في الجزيرة العربية ـ من حيث كثرة العدد وجودة التسلح ـ قد هاب الجيش الإسلامي ورجع عن حربه بعد أن خرج للقائه بموجب ميعاد سابق حُدِّد في أُحُد .

    إن الحملة الإعلامية التي قام بها المشركون لإثبات تفوقهم وانتصارهم في أحُد قد انتكست على رؤوسهم, وأصبحوا مثار السخرية عند العرب، وثبت للناس ـ في المدينة وخارجها ـ أن ما حدث للمسلمين في أحد، وسقوط القتلى منهم لا يعني انهزامهم ولا ضعفهم العسكري, ومن ثم فقد ساهمت هذه الغزوة ـ الصغيرة في أحداثها العظيمة في آثارها ـ في المحافظة على السمعة العسكرية للمسلمين, وحققت للمسلمين انتصارًا معنويًا عظيمًا على أعدائهم بدون قتال، وسجلت على قريش عار الجبن والتقاعس عن مواجهة المسلمين، ومحت عن المسلمين أثر غزوة أحد محواً تاماً، وأعادت لهم كبرياءهم وقوتهم، بل وشارك المسلمون في الموسم التجاري ببدر، وربحوا في تجارتهم ربحًا طيبًا .

    وقد ظهر في هذه الغزوة وفاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه بكلمتهم وموعدهم مع أبي سفيان، وتأهبهم للحرب الموعودة، وفي ذلك دلالة على شجاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه، وكذلك بيان مصداق حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( نُصِرْتُ بالرُّعبِ مسيرةَ شهر ) رواه البخاري .
    غزوة بني سليم

    ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر لم يقم إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه، يريد بني سليم. واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري أو ابن أم مكتوم.

    أي وفي رواية أبي داود لأن استخلاف ابن أم مكتوم إنما كان على الصلاة بالمدينة دون القضايا والأحكام، فإن الضرير لا يجوز له أن يحكم بين الناس، لأنه لا يدرك الأشخاص ولا يثبت الأعيان، ولا يدري لمن يحكم ولا على من يحكم، أي فأمر القضايا والأحكام يجوز أن يكون فرضه لسباع فلا مخالفة. فلما بلغ ماء من مياههم يقال له الكدر، أي وقيل لهذا الماء الكدر، لأن به طيرا في ألوانها كدرة، فأقام على ذلك ثلاث ليال، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق حربا، أي وكان لواؤه أبيض حمله علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

    وكان في تلك السنة تزويج عليّ بفاطمة رضي الله تعالى عنهما: أي عقد عليها في رمضان وقيل في رجب، ودخل بها في ذي الحجة. وقيل بعد أن تزوّجها بنى بها بعد سبعة أشهر ونصف، أي فيكون عقد عليها في أول جمادى الأولى. وكان عمرها خمس عشرة سنة، وكان سن عليّ يومئذٍ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر، أي وأولم عليها بكبش من عند سعد وآصع من ذرة من عند جماعة من الأنصار. ولما خطبها عليّ قال «إن عليا يخطبك فسكتت» أي وفي رواية قال لها «أي بنية إن ابن عمك عليا قد خطبك فماذا تقولين؟ فبكت، ثم قالت: كأنك يا أبت إنما أدخرتني لفقير قريش، فقال: والذي بعثني بالحق ما تكلمت في هذا حتى أذن لي الله فيه من السماء، فقالت فاطمة رضي الله عنها: رضيت بما رضي الله ورسوله».

    وقد كان خطبها أبو بكر ثم عمر فسكت. وفي رواية قال لكل انتظر بها القضاء، فجاءا أي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى علي كرم الله وجهه يأمرانه أن يخطبها، قال علي «فنبهاني لأمر كنت عنه غافلا فجئته فقلت: تزوّجني فاطمة، قال: وعندك شيء؟ قلت فرسي وبدني: أي درعي، قال: أما فرسك فلا بدّ لك منها، وأما بدنك فبعها فبعتها بأربعمائة وثمانين درهما فجئته بها فوضعها في حجره فقبض منها قبضة فقال: أي بلال ابتع لنا بها طيبا.

    وفي رواية «لما خطبها قال له ماتصدقها» وفي لفظ «هل عندك شيء تستحلها به؟ قال: ليس عندي شيء، قال: فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟ قال عندي، فباعها من عثمان بن عفان بأربعمائة وثمانين درهما. ثم إن عثمان رضي الله عنه رد الدرع إلى علي كرم الله وجهه فجاء عليّ بالدرع والدراهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا لعثمان بدعوات».

    وفي فتاوى الجلال السيوطي أنه سئل هل لصحة ما قيل إن عثمان بن عفان رأى درع علي رضي الله تعالى عنهما يباع بأربعمائة درهم ليلة عرسه على فاطمة رضي الله عنها فقال عثمان: هذا درع علي فارس الإسلام لا يباع أبدا، فدفع لغلام علي أربعمائة درهم وأقسم أن لا يخبره بذلك ورد الدرع معه، فلما أصبح عثمان وجد في داره أربعمائة كيس، في كل كيس أربعمائة درهم، مكتوب على كل درهم: هذا ضرب الرحمن لعثمان بن عفان، فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: هنيئا لك يا عثمان.

    وفيها أيضا أن عليا خرج ليبيع إزار فاطمة ليأكل بثمنه، فباعه بستة دراهم، فسأله سائل فأعطاه إياه، فجاء جبريل في صورة أعرابي ومعه ناقة، فقال: يا أبا الحسن اشتر هذه الناقة، قال: ما معي ثمنها، قال: إلى أجل، فاشتراها بمائة ثم عرض له ميكائيل في صورة رجل في طريقه، فقال: أتبيع هذه الناقة؟ قال نعم، قال: بكم اشتريتها؟ قال: بمائة، قال: آخذها بمائة ولك من الربح ستون، فباعها له، فعرض له جبريل فقال: بعت الناقة؟ قال نعم، قال: ادفع إليّ ديني، فدفع له مائة ورجع بستين، فقالت له فاطمة: من أين لك هذا؟ قال: ضاربت مع الله بستة فأعطاني ستين، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فقال: البائع جبريل والمشتري ميكائيل، والناقة لفاطمة تركبها يوم القيامة: له أصل أم لا؟

    فأجاب عن ذلك كله بأنه لم يصح، أي وهي تصدق بأن ذلك لم يرد فهو من الكذب الموضوع.

    ولما أراد أن يعقد خطب خطبة منها «الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، الذي خلق الخلق بقدرته، وميزهم بحكمته، ثم إن الله عز وجل جعل المصاهرة نسبا وصهرا وكان ربك قديرا. ثم إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من عليّ على أربعمائة مثقال فضة، أرضيت يا علي؟ قال رضيت» بعد أن خطب علي كرّم الله وجهه أيضا خطبة منها: الحمد لله شكرا لأنعمه وأياديه، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه: أي وفي رواية أنه قال «يا عليّ اخطب لنفسك، فقال عليّ الحمد لله الذي لا يموت، وهذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم زوّجني ابنته فاطمة على صداق مبلغه أربعمائة درهم فاسمعوا ما يقول واشهدوا. قالوا: ما تقول يا رسول الله؟ قال: أشهدكم أني قد زوجّته» كذا رواه ابن عساكر. قال الحافظ ابن كثير: وهذا خبر منكر. وقد ورد في هذا الفصل أحاديث كثيرة منكرة وموضوعة أضربنا عنها.

    ولما تمّ العقد دعا بطبق بسر فوضع بين يديه ثم قال للحاضرين انتهبوا.

    وقول علي كرم الله وجهه: نبهاني لأمر كنت عنه غافلا لا ينافي ما روي عن أسماء بنت عميس أنها قالت: قيل لعلي: ألا تتزوج بنت رسول الله، فقال مالي صفراء ولا بيضاء ولست بمأبور بالباء الموحدة: يعني غير الصحيح الدين، ولا المتهم في الإسلام: أي لا أخشى الفاحشة إذا لم أتزوج. وليلة بنى بها قال لعلي: لا تحدث شيئا حتى تلقاني، فجاءت بها أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وعليّ في جانب آخر، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لفاطمة ائتيني بماء، فقامت تعثر في ثوبها. وفي لفظ في مرطها من الحياء، فأتته بقعب فيه ماء، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومج فيه، ثم قال لها: تقدمي، فتقدمت، فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال: ائتوني بماء، فقال علي كرم الله وجهه: فعلمت الذي يريد، فقمت وملأت القعب فأتيته به، فأخذه فمج فيه وصنع بي كما صنع بفاطمة ودعا لي بما دعا لها به، ثم قال: اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في شملهما: أي الجماع، وتلا: قل هو الله أحد والمعوذتين، ثم قال أدخل بأهلك باسم الله والبركة، وكان فراشها إهاب كبش: أي جلده، وكان لهما قطيفة إذا جعلاها بالطول انكشفت ظهورهما وإذا جعلاها بالعرض انكشفت رؤوسهما.

    ثم مكث ثلاثة أيام لا يدخل على فاطمة. وفي اليوم الرابع دخل عليهما في غداة باردة وهما في تلك القطيفة، فقال لهما: كما أنتما وجلس عند رأسهما ثم أدخل قدميه وساقيه بينهما، فأخذ علي كرم الله وجهه إحداهما فوضعها على صدره وبطنه ليدفئها وأخذت فاطمة رضي الله عنها الأخرى فوضعتها كذلك.

    وقالت له في بعض الأيام: يا رسول الله ما لنا فراش إلا جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه ناضحنا بالنهار، فقال لها يا بنية اصبري، فإن موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام أقام مع امرأته عشر سنين ليس لهم فراش إلا عباءة قطوانية: أي وهي نسبة إلى قطوان: موضع بالكوفة، أي ولعل العباءة التي كانت تجلب من ذلك الموضع كانت صفيقة. وعن علي رضي الله تعالى عنه: لم يكن لي خادم غيرها.

    وعنه رضي الله تعالى عنه «لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأني لأربط الحجر على بطني من الجوع، وإن صدقتي اليوم لتبلغ أربعين ألف دينار» ولعل المراد في السنة.

    قال الإمام أحمد بن حنبل: ما ورد لأحد من الصحابة ما ورد لعلي رضي الله تعالى عنه أي من ثنائه عليه.

    وسبب ذلك أنه كثرت أعداؤه والطاعنون عليه من الخوارج وغيرهم، فاضطر لذلك الصحابة أن يظهر كل منهم من فضله ما حفظه ردا على الخوارج وغيرهم.

    وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ما نزل في أحد من الصحابة من كتاب الله ما نزل في عليّ. نزل في عليّ ثلثمائة آية.

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما: كل ما تكلمت به في التفسير فإنما أخذته عن علي كرم الله وجهه.

    ومن كلماته البديعة الوجيزة: لا يخافنّ أحد إلا ذنبه، ولا يرجونّ إلا ربه، ولا يستحيي من لا يعلم أن يتعلم، ولا من يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم. ما أبردها على الكبد إذا سئلت عما لا أعلم أن أقول الله أعلم.

    ومن ذلك: العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، تخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف علمهم عملهم، يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم من مجالسهم تلك إلى الله.

    وقال لعلي «يهلك فيك رجلان: محب مطرٍ، وكذاب مفترٍ مكره لك يأتي بالكذب المفترى» وقال له «يا علي ستفترق أمتي فيك كما افترقت في عيسى ابن مريم» وجاء أنه قال «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا بنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها».
    avatar
    زائر
    زائر


    غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم Empty رد: غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين 16 يوليو 2018 - 21:06

    بوركت اختاه
    ٱېْڪٱدۄڷې
    ٱېْڪٱدۄڷې
    مشرف عام
    مشرف عام


    المساهمات : 240
    نقاط : 347
    تاريخ التسجيل : 24/04/2018
    العمر : 21
    الولاية : جيجل

    غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم Empty رد: غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم

    مُساهمة من طرف ٱېْڪٱدۄڷې الثلاثاء 17 يوليو 2018 - 13:12

    جزااكي الله كل الخير اختي
    raniasirine
    raniasirine
    ♥مصممة♥
    ♥مصممة♥


    المساهمات : 859
    نقاط : 1721
    تاريخ التسجيل : 18/05/2018
    العمر : 19
    الولاية : الجزائر

    غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم Empty رد: غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم

    مُساهمة من طرف raniasirine الأربعاء 18 يوليو 2018 - 14:14

    شكرا لمروركم اخواتي
    محمد السعيد
    محمد السعيد
    مؤسس المنتدى
    مؤسس  المنتدى


    المساهمات : 991
    نقاط : 2620
    تاريخ التسجيل : 24/04/2018
    العمر : 23
    الولاية : تيارت

    غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم Empty رد: غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم

    مُساهمة من طرف محمد السعيد الإثنين 6 أغسطس 2018 - 22:57

    بارك الله فيك
    avatar
    .
    عضو جديد
    عضو جديد


    المساهمات : 147
    نقاط : 209
    تاريخ التسجيل : 27/07/2018

    غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم Empty رد: غزوات و معارك رسول الله صلى الله عليه و سلم

    مُساهمة من طرف . الأربعاء 15 أغسطس 2018 - 12:10

    بارك الله فيك

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 7 مايو 2024 - 19:52