منتدى الدراسة الجزائرية

مرحب بك زائرنا الكريم ان كانت هذه زيارتك الاولى فتفضل التسجيل ولن تندم ستجد كل ماتحتاجه من دروس وملخصات وكتب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الدراسة الجزائرية

مرحب بك زائرنا الكريم ان كانت هذه زيارتك الاولى فتفضل التسجيل ولن تندم ستجد كل ماتحتاجه من دروس وملخصات وكتب

منتدى الدراسة الجزائرية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الطريق الى العلم والمعرفة منتدى جزائري تعليمي وديني


2 مشترك

    المعاناة تصنع الابداع

    raniasirine
    raniasirine
    ♥مصممة♥
    ♥مصممة♥


    المساهمات : 859
    نقاط : 1721
    تاريخ التسجيل : 18/05/2018
    العمر : 19
    الولاية : الجزائر

    NEW المعاناة تصنع الابداع

    مُساهمة من طرف raniasirine الإثنين 18 فبراير 2019 - 21:56

    الابداع ليس له ميعاد محدد ، ولا يعترف بالفوارق الاجتماعية ، ولا يخضع لحدود الزمان أو المكان ، ولا ينتقي او يصطفي أحدا دون غيره من تلقاء نفسه إذ أنه حالة خاصة وفريدة ، تتلبس انسانا- ما- فتحيله الى إنسان غير عادي لا يعرف الا من خلال تلك النافذة الابداعية .

    وكثير من المبدعين كانوا في اول الأمر لا أحد يلتفت اليهم ولا يتنبأ بإبداعهم اطلاقا ولكنهم فجأة تفجر الابداع وتدفق منهم تدفق الماء من السد بعد احتباس .

    مع أن أقرانهم عاشوا بذات البيئة وتلقوا نفس العلوم والمعارف .

    بل أن بعض المبدعين لم يتلقوا من المعارف والعلوم ما تلقاه اقرانهم. ولكنهم في الابداع نالوا حظا عظيما لم يحظ به أولئك المثقفون الذين تحصلوا على شهادات أعلى .! وهذا الأمر يدفعنا قسرا الى ساحة البحث والتحري عن أسباب هذه الظاهرة التي لا تخضع لمقياس أو معيار بحد ذاته .

    وكما أن ذلك الامر أيضا يغرينا بالوقوف والتأمل في حالة المبدع ونمط حياته ومدى استمرار ابداعه وقدرته على استثمار هذا الابداع وتوظيفه توظيفا يرتقي الى تخليد ذكر المبدع وابداعه بحسبان ان استثمار الابداع والعمل على تنمية ذلك انما هو ثمرة يجنيها - ليس المبدع وحده فحسب - بل وكل المتلقين والمتابعين .

    أما من يتراخى عن تنمية واستثمار ابداعه فانه يظل وبرغم ابداعه انسانا يراوح مكانه ويدور في حلقه ضيقه مفرغه !وبالتالي فلا يبرز - كمبدع - ولا يظهر للناس ابداعه فهو كالنبتة التي لازالت تنتظر من يمدها بالماء حتى تزهر وتثمر .

    وهذا النوع كثير للأسف وهو بالتالي السبب في ندرة المبدعين وقلتهم بين الناس .

    فأصحاب كل فن تجدهم بين مبدع - وهم قلة - وبين محاول ومجتهد ومسترزق - وهم الغالبية - وعودا على بدء فان عدم استثمار المبدع لموهبته الابداعية واستغلالها في الجوانب والقنوات الصحيحة انما هو حكم بالإعدام على شمعة ابداعه وتوهجها ، ومن ثم تنطفئ الى الأبد .

    ونجد كثيرا من المبدعين الذين يحدثنا عنهم التاريخ أو ممن يعيشون بيننا - كانوا قبل أن يتفجر فيهم نهر الابداع يرزحون تحت وطأة ظروف معينة ويعانون من قسوة تلك الظروف وهى كما يبدو معاناة مؤلمة وكبيرة لم تتوافر لديهم أدوات التغلب عليها وأصبحت مصدر ألم وأسى وقلق وبمعنى أدق أصبحت معاناة يقتاتون منها خواطرهم وشجونهم وهمومهم .

    وتلبستهم تلك المعاناة وعجنت دمائهم وبشرتهم معها حتى أصبحت جزءا منهم وهم جزءا منها .

    وبالتالي تمازجت المعاناة مع نبض الحياة وسرت في داخله سريان الدماء في الشرايين وبذلك فإنها تكون منبع الابداع ، فهي الشرارة التي تشتعل منها شموع اتساع الأفق والقطرة التي يتكون منها عمق بحر التجربة .

    فيكون العمل الابداعي صورة حيه تنطق بما يختلج في قلب وفكر المبدع وينبض بروح الحياة في العمل الفني .

    والانسان المبدع هو ذلك الذي يستطيع أن يترجم أحاسيسه ومعاناته والامه وآماله من حالة غير ملموسة أو مشاهدة ثم يحيلها الى صورة ناطقة معبرة تدعو- وبإلحاح شديد - الى الوقوف امامها والتأمل فيها ، والتفاعل مع رموزها وإيحاءاتها ومحاولة استنطاق مواطن الجمال والابداع فيها ، وبمعنى آخر فالمبدع هو ذلك الشخص الذي يجبر المتلقي على قبول العمل الذي قام به المبدع فيقبله قبولا ممزوجا بالإعجاب واستلاب الألباب .

    ولا يتسنى للمبدع الوصول الى هذه المرحلة الا بعد معايشته تلك الحالة .

    بل أن نضج العمل الابداعي وابرازه يستدعي توفر أكثر من عامل . وكلما كان العمل الابداعي راقيا نجد أن الدوافع والعوامل قوية وذات تأثير كبير على المبدع وأن مخرجات تلك الدوافع كان مساويا لقوتها .

    ان المعاناة التي تتلبس الانسان ويعيش تحت وطأتها رهينا لغربة كبيرة عن مُثله ومبادئه واهدافه وآماله هي التي تفجر الابداع إذ أن ذلك الانسان يظل يعاني من تلك الغربة الروحية فيبحث عن طريق يعود به الى حالة الطمأنينة والاستقرار الروحي وبالتالي يبني صروحا من عالم المثالية التي ينشدها ويحاول أن يعيش في ذلك العالم ويذهب به الخيال الى أكبر من ذلك ؟ الى محاولة فرض هذه الحالة على من حوله بغض النظر عن تلك الحالة التي ينشدها سواء حالة مقبولة أو مرفوضة أساسا ممن حولة وغالبا ما تكون هذه الحالة مطلوبة كمن ينشد الوفاء كمبدأ أو يبتغي الاخاء والتآلف كمطلب حياتي .

    أو يهدف الى خلق مجتمع متعاون ....الخ فهو حين يحاول ذلك يعيش في اطار خيالي يضع فيه كل ما يختلج في جوانحه من احاسيس ومشاعر يعاني منها صباح ومساء كل يوم وتشكل ضغوطا نفسية كبيرة ومتلاحقة يجد المرء نفسه مرغما بالقيام بربط هذه الخيالات والأحاسيس بالواقع وخلق عالم يتفق مع ذلك التوجه ولهذا فالمبدع يوصف في بعض الاحيان بالخارج عن المألوف .

    ونجد أن الابداع كما أسلفنا هو ثمرة للمعاناة .

    أعرف شخصا عانى من أقرب الناس اليه - تنكر له وغدر به في حين كان يظن أنه لا يمكن حدوث هذا التنكر والجحود والعناد منه ، وحينما وجد نفسة يعاني مما حدث من ذلك القريب له راح يكتب ويكتب لذلك القلب الذي تناسى الود والاخلاص وتنكر للماضي الجميل لعله يثوب إلى واقعه ويحفظ للقريب وده وصداقته .

    ورغم أن كل مؤهلات هذا الشخص هو إجادة القراءة والكتابة إلا أن كل من أطلع على كتاباته لا يصدق أن ذلك الشخص هو الكاتب لتلك النصوص والعبارات التي لا يملك القارئ لها إلا الوقوف طويلا أمام روعتها التي تلامس شغاف القلب وتستثير الأحاسيس وتوقظ الخيال لإدراك المعاني الجميلة في تلك النصوص الإبداعية .

    ولكن الحقيقة أن المعاناة هي التي تفجر الابداع .


    محمد السعيد
    محمد السعيد
    مؤسس المنتدى
    مؤسس  المنتدى


    المساهمات : 991
    نقاط : 2620
    تاريخ التسجيل : 24/04/2018
    العمر : 23
    الولاية : تيارت

    NEW رد: المعاناة تصنع الابداع

    مُساهمة من طرف محمد السعيد الخميس 21 فبراير 2019 - 15:43

    بارك الله فيك

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 2 مايو 2024 - 5:44